بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه نتوكل
ما تقول السادة العلماء الذين رضي الله عنهم أجمعين في رجلين تباحثا في الحديث المروي في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده
فقال الآخر لقائل هذا الحديث الرب سبحانه وتعالى يقول وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول لا أحصي ثناء كما أثنيت على نفسك
فقال له راوي الحديث الأول من لم يوافق على هذا الحديث تيس وحمار وجاهل
فهل هذا الحديث الأول الذي رواه في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده الصحيح أم لا ومن المصيب من الرجلين وليبسط القول مثابين افتونا مأجورين رحمكم الله أجاب شيخنا الإمام العالم شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي الحمد لله هذا الحديث ليس في الصحيحين ولا في أحدهما ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة ولا له وإنما يروى عن أبي نصر التمار عن آدم أبي البشر ولا يدري كم بين أبي نصر وآدم إلا الله تعالى
قال أبو نصر قال آدم يا رب شغلتني بكسب يدي شيئا من مجامع الحمد والتسبيح فأوحى الله إليه يا آدم إذا عبادي فقل ثلاثا وإذا أمسيت فقل ثلاثا الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده فذلك مجامع الحمد والتسبيح فهذا لو رواه أبو نصر التمار عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم لما قبلت روايته لانقطاع الحديث فيما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بروايته عن آدم
وقد ظن طائفة من الناس أن هذا الحمد بهذا اللفظ أكمل حمد حمد الله به وأفضله وأجمعه لأنواع الحمد وبنوا على هذا مسألة فقهية فقالوا مسألة لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع الحمد وأجل المحامد فطريقه في بر يمينه أن يقول الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده
قالوا ومعنى يوافي نعمه أي يلاقيها فتحصل النعم معه ويكافيء مهموز أي يساوي مزيده نعمه والمعنى أنه يقوم بشكر ما زاد من النعم والإحسان والمعروف من الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به رسوله صلى الله عليه وسلم وسادات العارفين بحمده من أمته ليس فيه هذا اللفظ البتة
المؤلف الشيخ الامام العالم العلامة محمد بن ابي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رضي الله عنه